قصة أغنية .. مغناة طفل الحجارة أصحاب القرار 1988م

قصة أغنية 

 مغناة طفل الحجارة أصحاب القرار 1988م

كلنا يتذكر المغناة للانتفاضة الشعبية الفسطينية التي كانت مدتها 20 دقيقة

كلمات شهاب محمد

الحان بليغ حمدي

غناء محمد رشدي

التي تناولت قصة الانتفاضة واطفالها والمشاركة فيها وكان فيها مطلع

كان في طفل اسمر عمره سبع سنوات
حامل كتابه مآشي وبيسرع الخطوات
فكر في أبوه وجده وأخواته والبنات
وقال يا ناسيين بلدي
خذ يا نسيم وهات



من المهم دوما ليس فقط نشر الارشيف الغنائي لفلسطين بكل المراحل 

بل التعريف والتوثيق بتفاصيل تلك الاعمال المهمة بعد اندلاع الانتفاضة الشعبية الفلسطينة بأقل من شهرين بدا العمل على تلك المغناة التي وثقت عن الانتفاضة الشعبية الفلسطينية وكان لي شرف نشر النسخة الاصلية لها والتوثيق بكل تفاصيلها والتواصل مع الشاعر الفلسطيني شهاب محمد ليتحدث عن المغناة

فادي عبد الهادي - الباحث في التراث والاغنية الفلسطينية


في فبراير عام 1988 حضر الى الكويت الفنان الكبير المرحوم محمد رشدي بدعوة من الجهات المسؤوله في الكويت للمشاركه في احتفاﻻت 25 فبراير عيد استقلال الكويت .. وكان بيننا صديق مشترك هو ابورامي الذي انقطعت اخباره عني بعد عودتنا الى الوطن .. وكان ابو رامي على عﻻقة قوية مع الفنان محمد رشدي وصداقة قديمه تقوم علي احترام متبادل وثقة عاليه .. وفي هذه اﻻيام التي شهدت قوة استمرار انتفاضة الشعب الفلسطيني اﻻولى اتصل بي صديقي اﻻخ ابو رامي وأخبرني عن تواجد الفنان الكبير محمد رشدي في الكويت للمشاركة في احتفاﻻت الكويت بيوم اﻻستقﻻل .. وانه معجب بأداء اﻻنتفاصة ونضالها وهو يرغب بالغناء للشعب الفلسطيني وابطال اﻻنتفاضه واطفال الحجاره .. وطلب نصا شعريا فلسطينيا جديدا لكي يرسله الى الموسيقار بليغ حمدي الذي كان وقتها يقيم في باريس ويتنقل بين باريس ولندن وقال أبو رامي ان أسماء شعراء طرحت في جلسة اصدقاء وكان من بينها اسمك حيث توقف عنده الحضور وبعضهم ذكر بعض اﻻنشطه الفنيه واﻻعمال المسرحيه الشعريه التي نشرت لك في الصحف الكويتيه وقد طلب الفنان محمد رشدي لقاءك للتفاهم على هذا العمل الفني الكبير .. والحقيقه انني كنت مهتما في تلك الفتره باستخدام اللغة الدرجه في كتابة نصوص شعريه ﻻستخدامها في اﻻعمال الفنيه المسرحيه الشعريه وكان عندنا فرقة مسرحيه هي فرقة المسرح الوطني الفلسطيني التي قدمت عمﻻ مسرحيا شعريا لي بعنوان "احاكمكم" وفرقة الفنون الشعبيه الفلسطينيه والتي كونت من طﻻب وطالبات فلسطين في جامعة الكويت ومدارس منظمة التحرير الفلسطينيه هناك .. وكانت الحركه الفنيه الفلسطينيه ناهضه في زمن نهوض الحركه المسرحيه في الكويت بشكل عام وكان طﻻب المعهد العالي للفنون المسرحيه وبعض اﻻخوه الفلسطينين من طﻻب اﻻستاذ الدكتور احمد عبد الحليم مشاركين في النشاطات المسرحية الفلسطينيه بشكل دائم بل مؤسسين ومساهمين في التأسيس لحركة مسرحيه جاده تحاول نقل المسرح نقلة نوعيه من طور الهواه الى طور اﻻحتراف ومن هؤﻻء اخي وصديقي الفنان اﻻستاذ علي فريج واخي وصديقي الفنان المخرج نادر القنه .. وآخرون واخريات انخرطوا بجد ونشاط واخﻻص في التشكيﻻت المسرحيه .. وقد شارك فيها الدكتور احمد عبد الحليم نفسه وعدد من فنانين الكويت ومنهم علي المفيدي وحسن احمد وكذلك بعض الفنانين العرب الكبار من أمثال محمود سعيد وعايده عبد العزيز واخرون ومن اﻻعمال الهامه التي عرضت في سياق التجربه الناهضه للمسرح الفلسطيني فى تلك الفترة مسرحية موال اﻻرض وكانت من تاليفي ومن إخراج د . احمد عبد الحليم وبطولة محمود سعيد وعايده عبد العزيز ومشاركة فرقة الفنون الشعبيه الفلسطينيه والموسيقار غازي الشرقاوي وكان قد أنتجها الصديق مصباح الغول وساهم بها عدد من الفنانين الفلسطينيين .. اقول في هذه اﻻجواء كنت قد حاولت ان اجعل اللغة الدارجه التي هي تكون عادة ما بين الفصحى والعاميه .. ﻻنني اؤمن انها جسرالتقارب بيت اللهجات في الوطن العربي وبين الفصحى التي تجعل الغناء سهﻻ غير ممتنع للقبول والرضا في حين ان الغناء بالفصحى او باللهجات العاميه يظل سهﻻ ممتنعا في خصوصيته ﻻ في عموميته كما هي اللغة الدارجه .. وعموما دقت ساعة العمل وحضر صديقي ابو رامي وذهبنا معا إلى فندق هيلتون الكويت حيث كان يقيم الفنان محمد رشدي .. و تحدثنا عن اﻻنتفاضه وفلسطين والشعر والغناء وابدى رغبة قويه في انجاز عمل فني اهداء لﻻنتفاضه واطفال الحجاره وشعب فلسطين الصامد المكافح عندها اسمعته والحضور مقاطع من قصيدة لي :
اطفال ثاروا على عصر الظلام والعار ..
أطفال هدوا عروش استعبدت أحرار ..
أطفال رضعوا حليب الثار وهما
اصغار ..
بواريد حجارة لعبهم والدهر
دوار ..
كبروا وكبر اﻻمل في عيونهم
واحتار ..
وقالوا بكلمه من اﻻحساس
يا اهل الدار ..
هي العداله وين .. هي العداله وين .. وين العداله ..وينها يا اكبار ..
أعجب محمد رشدي واعجب الحضور بذلك وابدى الفنان الكبير رغبة في الغناء بما هو اكبر من اغنيه وسألني ان كنت قد استمعت لملحمة ادهم الشرقاوي فأجبته بنعم فقال انا اريد نص على غرارها وﻻ تهتم للوقت الذي ياخذه النص في الغناء ولكن أمل اﻻهتمام بسرعة انجازه قبل عودتي لمصر ﻻنتاجه في الكويت وقد تشجعت لذلك ﻻن العمل كبير وهام وسيكون مميزا وﻻنه ابدى اعجابا بالمقاطع الشعريه التي ذكرت وﻻنني في حضور شعوري وشعري تام ففي زمن اﻻنتفاضه كان الموقف الشعري سريع الحضور .. وكانت ملحمة طفل الحجاره النص كما أراده اقصوصة لطفل الحجارة او ﻻطفال الحجاره واختزال فني لتاريخ ونضال شعب بطل .. قراها محمد رشدي وارسلها بواسطة الفاكس الى لندن للموسيقار بليغ حمدي الذي اعادها له نوته موسيقيه عبر الفاكس وما هي اﻻ ايام حتى سجلها الفنان محمد رشدي الذي سلم العمل للمخرج التلفزيوني بدر المضف وقد أنجز عمﻻ فنيا مدته اقل من نصف ساعه تقريبا بثه تلفزيون الكويت مرات عديده وظلت المكالمات تتزايد على هاتف التلفزيون الكويتي مطالبة بإعادة العمل على الشاشة ..
رحم الله محمد رشدي ..
وبليغ حمدي .. ورحم الله اﻻخ صخر حبش الذي استقبل
محمد رشدي في تونس وكرمه برفقة اﻻخ يحيى يخلف ابو هيثم حفظه الله .. وتحيا الكويت اميرا وحكومة وشعبا ..
وتحيا فلسطين دولة وثورة وعزة وكرامه ..
وحغظكم الله اخي فادي


من اعداد الباحث فادي عبد الهادي

خلال التواصل المباشر مع الشاع شهاب محمد


لمشاهدة المغناة الأصلية متابعة الرابط عبر قناتنا عاليوتيوب - لفلسطين نغني 


https://youtu.be/iCbWHzRely8

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قصة أغنية - الفدائي بلال - يا يمه في دقة ع بابنا

قصة أغنية ابــو ابــراهيــم ودّع عــز الــديـن ...

(الى من أضاءوا فجرنا بحجارتهم فرقة الفجر الفلسطينية) اعداد الباحث فادي عبد الهادي